[color=brown]أولاً: اتقدم بكلمة شكر لأجهزتنا الامنية والعسكرية على جهودها وتضحياتها في سبيل حماية هذا البلد.[/color
]ثانياً: لاحظت وجود بعض التحامل المغرض تجاه هذه الاجهزة بعد تصريح وزارة الخارجية عن توفر معلومات للأجهزة الامنية العمانية بتمكن عناصر من القاعدة دخول اراضي السلطنة، لذا فانا ارجو من الجميع عدم التحامل على هذه الاجهزة لمجرد ان العناصر قد تمكنت من الدخول . قد تتسائلون كيف دخلت هذه العناصر ؟ واين هو الامن؟ اساساً علينا ان نتساءل ما هو الامن وما دورنا فيه؟ الامن منظومة نحن جزء منها ودورنا وواجبنا مساعدة هذه الاجهزة في سبيل تحقيق الغاية المشتركة لنا جميعاً وليس النيل منها..
تعلمون جميعاً ان الحدود مع اليمن واسعة جداً وصعب السيطرة عليها فهناك صحارى شاسعة وجبال قاسية وعرة واحراش موحشة وشواطئ مفتوحة، كلها تمتد لمئات من الكيلومترات وليس عشرات!! هذه بالتأكيد عوامل تساعد المهربين في عمليات التسلل.. ورغم ان الجيش يبذل جهوداً جبارة في سبيل حماية هذه الحدود عبر الدوريات ونقاط التفتيش إلا ان المشكلة العويصة تكمن في المواطنين الذين يقطنون في تلك المناطق الحدودية فهم من يقومون بالتهريب ويساعدون المتسللين ويوفرون لهم الغطاء والدعم والتستر ويرشدونهم الطرق مقابل بعض الاموال..وكان لتشديد قبضة الجيش على تلك المناطق - نظراً لخطورة الوضع في اليمن - ان لقي عدد من المواطنين حتفهم في عمليات تهريب واثأر حينها استياء الكثير منكم..فكيف تطلبون من الجيش ان يحميكم وتذمونه حينما يتخذ إجراءاته في ذلك؟؟؟!!.
إن اليمن تشهد الآن اضطرابات وحالة من الفوضى وتوسع نفوذ التنظيمات الارهابية مثل القاعدة، والسلطنة ليست بعيدة ونائية عنها؛ لذا فعلينا جميعا التعاون مع الاجهزة الامنية والعسكرية في الابلاغ عن اي عناصر مشبوهه وعدم المساهمة في تهريب هؤلاء العناصر او تقديم اي معونة او غطاء لهم..
اعتقد ان الاجهزة الامنية ليست غافلة عن الوضع وإلا فكيف عرفت بدخول هذه العناصر، فيبدو لي ان هناك عناصر مكشوفة وتخضع للمراقبة الدقيقة، فقد اشار معالي الوزير في التصريح ان القضية تتداول بحساسية بالغة ولم يأن الأوان بعد لكشف تفاصيل اكثر عنها وعندما يحن فسوف ينشر. كما لا ينبغي ان ننسى اليوم ان هذه الاجهزة نجحت طوال الفترة الماضية في تفادي خطر هذه التنظيمات رغم الموقع الجغرافي الحساس للسلطنة؛ فالقاعدة وغيرها نجحت في تنفذ عمليات في دول غربية لطالما تبجحت بقوة اجهزتها الاستخبارية وعراقتها، لكنها – القاعدة – لم يسجل لها حتى الان أي عمل داخل السلطنة وكأننا كنا نعيش في دولة اسكندنافية وليست دولة لها حدود مع اليمن وباكستان وإيران والسعودية وقريبة من الصومال!.
من الواضح ان هذا التصريح يحمل في طياته عدة رسائل، فهو رسالة لنا جميعا ان الوطن ليس بعيداً عما يدور في الخارج من مشاكل وفوضى وقلاقل أمنية؛ فالخطر أصبح الان في الداخل لذا فعلى الجميع التعاون والتكاتف والتنبه واخذ الحيطة واليقظة وعدم الاغترار. وأيضا رسالة بأن الاجهزة الامنية ليست نائمة ولا تعمل فقط ضد نشطاء الانترنت كما يروج البعض ، وإنما تعمل في اكثر من جهة لكل ما يمس أمن البلد ويزعزع استقراره. وهي رسالة ايضاً لكل مخرب وإرهابي سواء كان من داخل السلطنة او خارجها اننا نحن في عمان وإن صمتنا كثيراً فهذا لا يعني اننا غير واعين ومدركين لما يدور ويحاك في الخفاء.