المحاضرة تناولت علم التجويد والأحرف السبعة التي نزل بها القرآن..
محمد بن زايد يشهد محاضرة في القراءات العشر لمشاري العفاسي..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]محمد بن زايد يرحب بمشاري العفاسي..
تاريخ النشر: الأربعاء 15 أغسطس 2012
حمد الكعبي:
شهد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسمو الشيخ راشد بن سعود المعلا ولي عهد أم القيوين، ومعالي محمد أحمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي، ليلة أمس، بقصر البطين، المحاضرة الأخيرة من سلسلة المحاضرات الرمضانية لمجلس محمد بن زايد، حول القراءات العشر وأثرها في حياة المسلمين، ألقاها فضيلة الشيخ مشاري راشد العفاسي المطيري إمام وخطيب المسجد الكبير في الكويت.
حضر المحاضرة، سمو الشيخ سرور بن محمد آل نهيان، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ومعالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وعدد من الشيوخ والوزراء والسفراء وعلماء الدين والمهتمين.
وبدأ العفاسي محاضرته بتلاوة آيات من سورة طه، ثم الدعاء بالمغفرة والرحمة والعتق من النار للمسلمين الصائمين، وأن يوسع الله في رزقهم ويصرف عنهم كل بلاء وأن يعفو عنهم، وذلك كمدخل للمحاضرة، حول القراءات العشر وإشكالاتها المتداخلة مع علم التجويد والأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، وعلاقتها بحياة المسلم اليومية.
وقال بعد ذلك إن الله أنزل القرآن الكريم بلغة العرب الذين يمتلكون البيان واللغة الجزلة والفصاحة، حيث كانت العرب تجتمع كل عام في مكة، وبالتحديد عند قريش وذلك قبل الإسلام، يقصدون بيت الله الحرام للحج أو للتجارة، وبسبب ذلك الاختلاط من العرب والعجم، فقد استطاعت قريش أن تنتقي أطايب الكلم وأجزل العبارات، حيث كانوا يتبارون في مجالسهم بالشعر والفصاحة، إضافة إلى سوق عكاظ الشهير الذي كان مقصداً للشعراء من مختلف أنحاء البلدان آنذاك.
وأشار العفاسي خلال المحاضرة إلى أن القرآن نزل “بلسان عربي مبين” وقد تضمن كتاب الله أسماء أعجمية كثيرة، من فارسية، وسريانية، وعبرية، ويونانية، وحبشية، وغيرها من أمثال الكلمات التالية: أباريق، إبراهيم، استبرق، إنجيل، ماعون، مشكاة، ونحو ذلك من الكلمات، مشيراً إلى أن ذلك لا يمثل تعارضاً مع الآيات الكريمة التي ورد فيها بأنه بلسان العرب.
وأشار الى أن التوافق والتداخل والاشتراك بين اللغات في بعض الكلمات، أمر شائع ومعروف ومألوف، وهو أمر قد قرره دارسو علم اللغات أنفسهم قديماً وحديثاً. فاللغة العبرية تشتمل على عدد غير قليل من الكلمات التي أصلها عربي، ومع ذلك لا يقال عن الناطق بتلك اللغة إنه لا يتكلم العبرية، وكذلك الشأن في اللغة التركية، إذ تحتوي على العديد من المفردات التي أصلها عربي، ومع ذلك لم يقل أحد عنها: إنها ليست لغة تركية، وأيضاً فإن اللغة السريانية، تعد عند علماء اللسانيات شقيقة اللغة العربية في مجموعة اللغات السامية، وهي تشترك مع العربية في كلمات وعبارات وقواعد واشتقاقات كثيرة، ليس هذا مكان الخوض فيها.
ثم قدم فضيلته لموضوع المحاضرة، مشيراً إلى أن سبب نزول القرآن بلغة قريش يعود إلى أن القبائل العربية كانت تلتقي قبل الإسلام في مكة للحج والتجارة وقول الشعر والتفاخر بالأنساب، الأمر الذي جعل قريشاً تحتك احتكاكاً مباشراً بهذه القبائل وبغيرها من الأجناس المجاورة، وتستفيد بالتالي من هذا الوضع الديني والتجاري والأدبي واللغوي، وبذلك أصبحت لغتها الأفضل والأفصح.
كما أشار إلى أن النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم عندما كان يعرض عليه سيدنا جبريل عليه السلام القرآن بحرف واحد، أي بلهجة واحدة من لهجات العرب، يطلب منه التخفيف على أمته، فكان يقرأ له بحرف آخر أي بلهجة أخرى أو لسان من لهجات العرب وألسنتهم، فيقول له زدني حتى اكتمل نزول القرآن بسبعة أحرف، بمعنى التغاير أو الاختلاف في القراءة تخفيفاً على الأمة.
وذكر المحاضر عدداً من الأمثلة على هذه القراءات التي لم يألفها بعض الصحابة رضوان الله عليهم، مثل سيدنا عمر بن الخطاب الذي أنكر قراءة هشام الحكيم لبعض سور القرآن الكريم، واحتكم معه إلى الرسول، فقال عليه الصلاة والسلام بعد أن سمع قراءة كل منهما (هكذا نزلت، وهكذا نزلت) أي كما قرأها كل منهما. وأكد المحاضر العفاسي أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا لا يفضلون حرفاً على حرف ولا رواية على أخرى، لأنها نزلت هكذا من عند الله، وبالتالي لا يجوز التفضيل أو القول إن هذا الحرف أبلغ من ذاك أو أن هذه الرواية أفضل من تلك.
وتحدث عن الفرق بين الأحرف والقراءات، مؤكداً أن الخلاف هو في التنوع لا في التضاد، واستشهد بما قاله الصحابي عبد الله بن مسعود من أن الفرق بين الأحرف مثلما هو الفرق بين قولك هلم أو اقبل أو تعال، فكلها كلمات تؤدي المعنى نفسه وإن باختلافات بسيطة.
اقرأ المزيد : المقال كامل - محمد بن زايد يشهد محاضرة في القراءات العشر لمشاري العفاسي - جريدة الاتحاد
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]