يستعدّ عشاق كرة القدم لانطلاقة إحدى أجمل مسابقات كرة القدم على الإطلاق "الدوري الإنكليزي الممتاز" يوم السبت المقبل، والذي يستقطب اهتماماً منقطع النظير سواء لكمّ النجوم الهائل في صفوف فرقه أو للأجواء الجماهيرية الفريدة، والأهم اتساع رقعة المنافسة على البطولة أو المراكز المؤهِّلة للمسابقات الأوروبية، ما يجعل أي مباراة ضمن هذا الدوري تستحق المشاهدة والرصد.
وتبدو دائرة المنافسة على اللقب كبيرة "مبدئياً" إذ تشمل إلى جانب قطبي مدينة مانشستر بطل الدوري ووصيفه، كلاً من الثلاثي اللندني الذي يضمّ تشلسي بطل أوروبا وآرسنال وبدرجة أقل توتنهام هوتسبر، والعريق الجريح ليفربول، ومفاجأة الموسم الماضي نيوكاسل يونايتد.
ومما لا شك فيه أن حظوظ الفرق المذكورة متفاوتة ولا يمكن الجزم في مدى جدية فريق بالمنافسة إلا بعد عدّة مباريات، ويبقى الأقرب للمنطق وفقاً لموازين القوى الفنية في كل فريق، أن تكون المنافسة في صورتها النهائية بين الرباعي الذي تمكّن من الفوز بالبطولة خلال الألفية الجديدة (مانشستر يونايتد- تشلسي- آرسنال- مانشستر سيتي)، لكن الأسئلة الأبرز قبل البداية: هل سينجح "سيتزنز" في المحافظة على اللقب أم ستعود الريادة لجاره الأكبر؟، وهل يكسر تشلسي وآرسنال الصراع الثنائي بين قطبي المدينة الشمالية، وهل يتمكّن ليفربول من استعادة البريق والعودة لرباعي المقدّمة ومسابقته المفضّلة "دوري أبطال أوروبا"؟
من المتوقع أن تلعب أندية إيفرتون وفولهام وسندرلاند وستوك سيتي وأستون فيلا دور الفرق المُبعثرة للأوراق وهي تُلازم عادة وسط الترتيب، ولا يُستبعد أن تُسجِّل الفرق الأخرى الأقل ترشيحاً مفاجآت لكنها لن تتخطّى حدود المراكز العشرة الأولى وهي فرق سوانسي وكوينز بارك وويغان ونوريتش سيتي ووست بروميتش ألبيون.
أما الثلاثي الصاعد من الدرجة الأولى والذي يضمّ ويستهام يونايتد وريدينغ وساوثهامبتون، فيبدو أولهم الأكثر ترشيحاً لتقديم موسم جيد يثبّت فيه أقدامه في الدوري الممتاز.
صفقات نوعيةرغم الصفقات القليلة حتى الآن في سوق الانتقالات خاصة بالنسبة للفرق الكبيرة، إلا أن الميزة الواضحة هي محافظة الفرق المرشّحة للمنافسة على معظم نجومها، ويمكننا القول إن هذا الموسم شهد حركة في الانتقالات اعتمدت النوع لا الكمّ، مع إمكانية تحقيق صفقات إضافية في الأيام الأخيرة من فترة الانتقالات أو حتى في الفترة الشتوية منتصف الموسم.
وحملت الساعات الأخيرة أبرز انتقال لهذا الموسم بين فريقين في المسابقة، مع موافقة آرسنال على انضمام المهاجم الهولندي روبن فان بيرسي إلى صفوف مانشستر يونايتد، وهو الهدّاف وأفضل لاعب الموسم الماضي، وهي الضربة الثانية لليونايتد هذا الموسم الذي سبق وأن عزّز صفوفه مبكراً بلاعب خط الوسط الياباني شينجي كاغاوا قادماً من بوروسيا دورتموند الألماني.
وكان آرسنال مُتحسّباً لهذا الموقف مع رفض فان بيرسي تجديد عقده، فعزّز صفوفه مبكّراً بضمّ المهاجم الألماني لوكاس بودولسكي والفرنسي أوليفيه جيرو، فيما لم يستقدم أي لاعب جديد لأضعف خطوطه "الدفاع".
وخسر تشلسي جهود مُلهمه الإيفواري المخضرم ديديه دروغبا الذي توجّه شرقاً نحو الصين التي تستقبل قوافل النجوم المخضرمين، لكنه استقدم ثلاثياً مميزاً لتدعيم خط الوسط مؤلَفاً من البلجيكي المتألّق إدين هازارد والألماني الواعد ماركو مارين والبرازيلي أوسكار دوس سانتوس.
أما حامل اللقب مانشستر سيتي فحافظ على قوام تشكيلته بشكل شبه كلي وقد يُغادرها في أي لحظة لاعب الوسط الدولي آدم جونسون بسبب الخلاف الحاصل مؤخّراً مع المدرب روبرتو مانشيني.
أما ليفربول فقد بدأ بالتغيير من رأس الهرم فاستقدم المدرّب الايرلندي الشمالي برندون روجرز الذي قدّم موسماً مميزاً مع سوانسي سيتي، كما تعاقد مع مهاجم روما الإيطالي فابيو بوريني ولاعب وسط سوانسي الويلزي جو آلن، فيما استغنى عن خدمات الهولندي ديرك كاوت والأرجنتيني ماكسي رودريغيز، وقد يلقى العملاق أندي كارول نفس المصير لعدم توافق أسلوب لعبه مع خطط المدرّب كما صرّح هذا الأخير.
وحافظ كل من توتنهام ونيوكاسل يونايتد على نجومهما أيضاً، باستثناء خسارة الأول للجوهرة الكرواتية لوكا مودريتش لصالح ريال مدريد الإسباني بعد طول عناد لكنّه ربما يعوّض ذلك مع استقدامه لكل من لاعب الوسط الآيسلندي غيلفي سيغوردسون من سوانسي والمدافع البلجيكي يان فيرتونخين من أياكس أمستردام الهولندي.
نظرة إحصائيةخلال المواسم الـ 12 الماضية في الألفية الجديدة لم يتنازل مانشستر يونايتد عن أحد المركزين الأولين إلا 3 مرات آخرها موسم 2004-2005 عندما حلّ ثالثاً وهو أقل مركز حصل عليه خلال هذه الفترة وتكرّر مرتين إضافيتين موسمي 2001-2002 و2003-2004، وهو الأكثر تتويجاً باللقب خلال هذه الفترة (6 مرات) منها ثلاث متتالية مواسم 2006-2007 و2007-2008 و2008-2009، كما حلّ وصيفاً في ثلاثة مواسم.
كما أن آرسنال هو الآخر لم يُفارق المربع الذهبي طيلة الفترة ذاتها، وأحرز خلالها اللقب مرتين موسمي 2000-2001 و2003-2004 الذي أنهاه بلا أي خسارة في إنجاز تاريخي، وحلّ وصيفاً في ثلاثة مواسم وثالثاً في مثلها ورابعاً في أربعة مواسم.
أما تشلسي فقد ظفر باللقب ثلاث مرات منها اثنتين متتاليتين موسمي 2004-2005 و2005-2006 والثالثة موسم 2009-2010، وجاء وصيفاً في أربعة مواسم، وثالثاً موسم 2008-2009 ورابعاً موسم 2002-2003، وسادساً في ثلاثة مواسم.
من جانبه فشل ليفربول العريق خلال هذه الفترة الطويلة في تحقيق نتيجة أفضل من حلوله وصيفاً مرتين موسمي 2001-2002 خلف آرسنال و2008-2009 خلف مانشستر يونايتد الذي جرّده من ريادة سجِّل الأبطال في المسابقة (19 لمانشستر مقابل 18 لليفربول)، فيما تأرجح في باقي المواسم بين المركز الثالث في ثلاثة مواسم، والرابع والخامس موسمين، وحقٌّق أسوأ مراكزه في المواسم الثلاثة الأخيرة إذ جاء سابعاً موسم 2009-2010 وسادساً موسم 2010-2011 وثامناً في الموسم الماضي.
وسجَّل مانشستر سيتي الاختراق الوحيد للثلاثي المُتوَّج بالألقاب في الألفية الجديدة بفوزه باللقب الموسم الماضي، فأبقى البطولة بين مدينتي لندن ومانشستر مرجحاً كفة الأخيرة بواقع 7 ألقاب مقابل 5 للندن، وكسر عقدة لازمته 44 عاماً ليحقّق اللقب للمرة الثالثة في تاريخه، وفي نظرة على سجلّه في المواسم المذكورة فقد كان بعيداً جداً عن المنافسة في العقد الأول من الألفية، وكانت أسوأ مراكزه الثامن عشر موسم 2000-2001 فلعب الموسم التالي في الدرجة الأولى قبل أن يعود ويحلّ في المركز التاسع موسم 2002-2003 وقد كرّره موسم 2007-2008، وجاء في المركز السادس عشر موسم 2003-2004، والخامس عشر موسم 2005-2006، والرابع عشر موسم 2006-2007، والعاشر موسم 2008-2009، وجاءت النقلة النوعية في موسمي 2009-2010 حين حلّ خامساً ثم 2010-2011 بحلوله ثالثاً وذلك بعد استقدامه لكوكبة من نجوم اللعبة العالميين.