يسدل الستار مساء اليوم الأحد على الألعاب الأولمبية 2012 بلندن بعد سبعة عشر يوما من المنافسة بين 10500 رياضي من 204 وفدا. وشددت لجنة التنظيم على أن حفل الختام سيكون في مستوى حفل الافتتاح. وفيما يلي عرض لأبرز محطات لندن 2012. يسدل الستار مساء اليوم الأحد بالملعب الأولمبي في لندن على الألعاب الأولمبية 2012 بعد سبعة عشر يوما من التنافس بين 10500 رياضي ممثلين لـ 204 وفدا. وتعهدت لجنة التنظيم، التي يرأسها سيباستيان كو البطل الأولمبي في سباق 1500 م في 1980 و1984، بأن يكون حفل الختام في مستوى حفل الافتتاح، وسيشارك فيه عدد من نجوم الغناء البريطاني يتقدمهم جورج مايكل وفيكتوريا بيكهام مع زميلاتها في فرقة "سبايس غيرلز".
"أجمل الألعاب وأكثرها نجاحا في تاريخ الأولمبياد"وأجمعت الصحافة البريطانية على أن ألعاب لندن "استقطبت أنظار العالم وأعطت صورة جيدة عن المجتمع البريطاني وعن قدرته على تنظيم كبرى التظاهرات العالمية"، مشيدة بـ "العمل الرائع الذي أداه آلاف المتطوعين في مختلف المواقع الأولمبية وفي شوارع لندن بتقديم الإرشادات والتوجيهات للمواطنين والأجانب في جو من الفرح والمرح والبهجة". وقد عاشت لندن حقيقة أجواء احتفالية وسجلت إقبالا جماهيريا كبيرا، ما أدى ببعض الصحافيين إلى القول إن "ألعاب 2012 هي الأجمل والأكثر نجاحا في تاريخ الألعاب الأولمبية".
ومن المتوقع أن تحضر الملكة إليزابيت الثانية حفل الختام برفقة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، ليصفق الاثنين مع الـ 80 ألف متفرج الذين سيغزون الملعب الأولمبي على إنجازات منتخب بريطانيا، صاحب 62 ميدالية منها 28 ذهبية (قبل منافسات اليوم الأحد) - مقابل 19 ذهبية من أصل 47 قبل أربع سنوات في بكين.
سبعة ملايين شخص حضروا المنافساتوبغض النظر عن حماس البريطانيين لـ "ألعابهم" فما هو مؤكد أن أولمبياد لندن 2012 قد حقق رقما قياسيا جديدا من حيث عدد المتفرجين الذي حضروا مختلف المنافسات والذي قدر بحوالي سبعة ملايين شخص. وكان هذا العدد مرشحا للارتفاع من دون شك لو لم يحصل تحايل على التذاكر، ما دفع اللجنة المنظمة إلى شن حملة مضادة وطرح تأشيرات إضافية في السوق.
على المستوى الرياضي، سجلت الأولمبياد الثلاثين استعادة الولايات المتحدة لمركزها الأول في جدول الميداليات برصيد 104 ميدالية منها 46 ذهبية، مقابل 87 للصين منها 38 ذهبية، وذلك قبل منافسات اليوم الأحد - ومهما كانت نتائجها فإن المنتخب الأمريكي قد ضمن الصدارة. وبرز عداءون وتألقوا بإحرازهم ألقابا تاريخية أو تحطيمهم أرقاما قياسية، ويتقدمهما السباح الأمريكي مايكل فيلبس والجامايكي يوسين بولت، فيما العرب حسنوا حصيلتهم السابقة في بكين بفضل ذهبيتي العداء الجزائري توفيق مخلوفي في سباق 1500 م والسباح التونسي أسامة الملولي في 10 ألف م حرة.
فيلبس أكبر سباح في تاريخ الأولمبياد وبولت نجم ألعاب لندن 2012السباح الأمريكي مايكل فيلبس بات أعظم سباح عرفه تاريخ الأولمبياد بإحرازه في لندن الميدالية الذهبية 18 في مسيرته، إضافة إلى فضيتين وبرونزيتين، أي ما مجمله 22 ميدالية وهو ما لم يحققه أحد من قبله وسيصعب على أي أحد تحقيقه بعده. وقرر فيلبس الاعتزال عن عمر 27 عاما، مصرحا أنه حصل على كل ما أراد الحصول عليه منذ بروزه في الساحة الرياضية في ألعاب سيدني 2000.
من جهته، كان العداء الجامايكي، المدعو "الصاعقة"، نجم ألعاب 2012 بامتياز ليس لمجرد تفوقه في سباقات السرعة ولكن أيضا بسبب شخصيته المرحة وعروضه الهزلية التي يعشقها الجمهور. وقد أصبح بولت، 25 عاما، أول عداء في التاريخ يحتفظ بلقبين أولمبيين في سباقي 100 م و200 م، إضافة إلى احتفاظه بلقب ثالث في سباق 4 مرات 100 م تتابع مع منتخب جامايكا. ووصف بولت نفسه بأنه "أسطورة"، ما يدل على "تواضعه" الشديد...
أرقام قياسية في تراجع ومشاركة عربية في تحسنلم يتمكن يوسين بولت بصفته أسرع رجل في العالم من تحطيم الرقمين العالميين في 100 م (9.58 ث) و200 م (19.19 ث) وهو صاحبهما. وبشكل عام، سجلت الألعاب الأولمبية 2012 تراجعا من حيث الأرقام القياسية الجديدة التي لم يتعد عددها العشرين غالبيتها في السباحة وألعاب القوى. وللذكر لا للحصر، تمكن الكيني دافيد روديشا من تحطيم الرقم القياسي في سباق 800 م بفوزه بزمن 1.40.91 دقيقة، محسنا إياه بعشرة أجزاء من المئة، في حين سجلت سيدات الولايات المتحدة رقما جديدا في التتابع 4 مرات 100 م بوقت 40.82 ث، وكان الرقم القديم يعود إلى 1985 وأحرزته عداءات ألمانيا الشرقية سابقا (41.37 ث).
وضرب منتخب جامايكا بقوة عندما سجل رقما قياسيا جديدا في التتابع أربعة في 100 م بزمن 36.84 ثانية ليصبح أول منتخب يحتفظ بلقبه الأولمبي منذ 1976.
أما المشاركة العربية في لندن فكانت أحسن من بكين 2008، حيث أن الحصيلة انتقلت من سبعة ميداليات منها ذهبية واحدة أحرزها السباح التونسي أسامة الملولي في 1500 حرة إلى 12 ميدالية منها ذهبيتين. وكان العداء الجزائري توفيق مخلوفي الأول الذي أهدى العرب ميداليتهم الذهبية الأولى عندما فاز بسباق 1500 م، قبل أن يتبعه الملولي في 10 ألف سباحة حرة والذي بات أول رياضي عربي يفوز بذهبيتين في دورتين أولمبيتين مختلفتين، بعد أن فاز بالميدالية الذهبية في 1500 م ببكين.