عُرف عن لاعب وسط برشلونة والمنتخب الإسباني "سيرخيو بوسكيتس" بأنه واحد من أكثر لاعبي العالم "إدعاءاً وتمثيلاً" في الثلاث سنوات الماضية بسبب سقوطه المتكرر بداعي وبدون داعي في معظم المباريات منذ عام 2009.
لا أختلف معكم في هذه الحقيقة بل أزيد عليها افساده لما يمتلكه من مهارات عالية بسبب إفراطه في الإدعاء مع كل لمسة وكل "همسة" سواء كانت تستحق أم لا تستحق السقوط والصراخ والنواح.
مَن منا يستطيع أن ينكر أهمية بوسكيتس في عملية تنسيق حركة منطقة الوسط الدفاعي؟ إنه يمنح لاعبي المناطق الأمامية الحرية في الإبداع لأن ظهورهم "محمية" بالفعل بسبب وجود بوسكيتس القوي جداً بدنياً والقادر على اكمال أي مباراة بنفس النسق من الدقيقة الأولى وحتى الدقيقة الأخيرة.
مؤهلات بوسكيتس تمكنه كثيراً في عملية عزل منطقة وسط الفريق الخصم عن الهجوم وهذا ما رأيناه ليلة أمس في مباراة برشلونة وريال مدريد في ذهاب كأس السوبر الإسباني على ملعب كامب نو، وبخلاف هذه القدرات البدنية العالية لديه قدرة أخرى في عملية التمرير الأرضي المتقن رغم أنه كموهبة "ليست بالكبيرة" وهو بالفعل ضعيف مهارياً ولديه قصور في الرؤية (الشاملة) للملعب عكس لاعبين اخرين أمثال سيسك أو تشافي أو بيرلو أو الوافد الجديد على البرسا من آرسنال "سونج".
لقطة اليوم | بدون شك بوسكيتس مكسب عظيم لكنه في نفس الوقت نقمة أكثر منه نعمة بسبب تماديه في الإدعاء، فلو أي لاعب أخر غيره كان قد تعرض للتدخل القوي من "تشابي ألونسو" في الدقيقة 11 لتعرض تشابي للطرد وأكمل الريال منقوصاً ومن ثم خسر اللقاء بنتيجة عريضة وليس بثلاثة أهداف لهدفين.
الحكم "كارلوس جوميز" تعامل مع بوسكيتس مثلما تعامل الأصدقاء مع صديقهم الكذاب حين إدعى الغرق، نعم ما يفعله بوسكيتس يُذكرني تماماً بهذه القصة القديمة التي كانت تروى لنا قبل النوم، عندما كان يصرخ ذلك الطفل داخل البحر طالباً النجاة من الغرق وحين يسرع رفاقه لمساعدته يجدونه سليماً بحجة المزاح..وبوسكيتس أيضاً بحجة "الشطارة والخبث".
مرة تلو الأخرى إلى أن كان يغرق بالفعل حين علت الأمواج فصرخ: أنقذوني إني أغرق، فلم يسرع إليه أحد وظل يصرخ ولا أحد يجيبه إلى أن أسرع رجل وأخرجه من البحر في حالة سيئة، وبعد أن قاموا باسعافه وأفاق إعتذر له زملاؤه وقالوا: ظننا أنك تمزح سامحنا فقال: بل سامحوني أنتم لأني كذبت عليكم فكدت أن أفقد حياتي لقد تعلمت ألا اكذب ثانية.
ترى هل يتعلم بوسكيتس ألا يُمثل ثانية؟ لا أعتقد ذلك فلا يزال يتألم من ضربة تشابي حتى بعد بداية الشوط الثاني حين سجل كريستيانو الهدف الافتتاحي...فحقاً إذا عُرف الكذاب بالكذب لم يَزل..فلدى الناس كذاباً وإن كان صادقـــاً !!