موضوع: اذكى غلام ورده الراائع ع الحجاج يووسف الخميس مايو 10, 2012 3:26 am
كان الحجاج بن يوسف ذات يوم في الصيد فرأى تسعة >كلاب إلى جانب صبي صغير السن عمره نحو عشر سنوات وله ذوائب > >فقال له الحجاج : ماذا تفعل هنا أيها الغلام ؟ > >فرفع الصبي طرفه إليه وقال له : يا حامل الأخبار لقد نظرت إلىّ بعين >الاحتقار وكلمتني بالافتخار وكلامك كلام جبار وعقلك عقل حمار. > >فقال الحجاج له : أما عرفتني ؟ > >فقال الغلام : عرفتك بسواد وجهك لأنك أتيت بالكلام قبل السلام. > >فقال الحجاج ׃ ويلك أنا الحجاج بن يوسف. > >فقال الغلام : لا قرب الله دارك ولا مزارك فما أكثر كلامك وأقل إكرامك >. > >فما أتم كلامه إلا والجيوش حلّقت عليه من كل جانب وكل واحد يقول السلام >عليك يا أمير المؤمنين ، > >فقال الحجاج: احفظوا هذا الغلام فقد أوجعني بالكلام فأخذوا الغلام فرجع >الحجاج إلى قصره فجلس في مجلسه والناس حوله جالسون ومن هيبته مطرقون >وهو بينهم كالأسد ثم طلب إحضار الغلام فلما مثل بين يديه ،ورأى الوزراء >و أهل الدولة لم يخشى منهم > >بل قال : السلام عليكم فلم يرد الحجاج السلام فرفع الغلام رأسه وأدار >نظره فرأى بناء القصر عالياً ومزين بالنقوش والفسيفساء وهو في غاية >الإبداع والإتقان. > >فقال الغلام : أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون >وإذا بطشتم بطشتم جبارين فاستوى الحجاج جالساً وكان متكئاً > >فقالوا للغلام : يا قليل الأدب لماذا لم تسلم على أمير المؤمنين السلام >اللائق ولماذا لم تتأدب في حضرته ؟ > >فقال الغلام : يا براغيث الحمير منعني عن ذلك التعب في الطريق وطلوع >الدرج أما السلام فعلى أمير المؤمنين وأصحابه ، يعني السلام على علىّ >بن أبى طالب وأصحابه > >فقال الحجاج : يا غلام لقد حضرت في يوم تم فيه أجلك وخاب فيه أملك. > >فقال الغلام : والله يا حجاج أن كان في أجلي تأخير لم يضرني من كلامك >لا قليل ولا كثير. > >فقال بعض الغلمان : لقد بلغت من جهلك يا خبيث أن تخاطب أمير المؤمنين >كما تخاطب غلاماً مثلك يا قليل الآداب انظر من تخاطب وأجبه بأدب >واحترام فهو أمير العراق والشام. > >فقال الغلام : أما سمعتم قوله تعالى " كل نفس تجادل عن نفسها" > >فقال الحجاج : فمن عنيت بكلامك أيها الغلام ؟ > >قال : عنيت به على بن أبى طالب وأصحابه وأنت يا حجاج على من تسلم ؟ > >فقال الحجاج : على عبدالملك بن مروان. > >فقال الغلام : عبدالملك الفاجر عليه لعنة الله والملائكة والناس >أجمعين. > >فقال الحجاج : ولم ذلك يا غلام ؟ > >فقال : لأنه أخطأ خطيئة عظيمة مات بسببها خلق كثير فقال بعض الجلساء >اقتله يا أمير المؤمنين فقد خالف الطاعة وفارق الجماعة وشتم عبدالملك >بن مروان. > >فقال الغلام : يا حجاج أصلح جلسائك فإنهم جاهلون فأشار الحجاج لجلسائه >بالصمت. > >ثم سأله الحجاج : هل تعرف أخي؟ > >فقال الغلام : أخوك فرعون حين جاءه موسى وهارون ليخلعوه عن عرشه >فاستشار جلسائه. > >فقال الحجاج : اضربوا عنقه. > >فقال له الرقاشي : هبني إياه يا أمير المؤمنين أصلح الله شأنك. > >فقال الحجاج : هو لك لا بارك الله فيه. > >فقال الغلام : لا شكر للواهب ولا للمستوهب. > >فقال الرقاشي :أنا أريد خلاصك من الموت فتخاطبني بهذا الكلام ثم التفت >الرقاشي إلى الحجاج وقال له: افعل ما تريد يا أمير المؤمنين. > >فقال الحجاج للغلام : من أي بلد أنت ؟ > >فقال للغلام: من مصر. > >فقال له الحجاج : من مدينة الفاسقين . > >فقال الغلام : ولماذا أسميتها مدينة الفاسقين ؟ > >قال الحجاج : لأن شرابها من ذهب ونسائها لعب ونيلها عجب وأهلها لا عجم >ولا عرب. > >فقال الغلام : لستُ منهم. > >فقال الحجاج : من أي بلد إذن ؟ > >قال الغلام : أنا من أهل خرسان. > >فقال الحجاج : من شر مكان وأقل الأديان. > >فقال الغلام : ولم ذلك يا حجاج ؟ > >فقال : لأنهم عجم أعجام مثل البهائم والأغنام كلامهم ثقيل و غنيهم >بخيل. > >فقال الغلام : لستُ منهم. > >فقال الحجاج : من أين أنت ؟ > >قال : أنا من مدينة الشام. > >قال الحجاج : أنت من أحسن البلدان وأغضب مكان وأغلظ أبدان . > >قال الغلام : لستُ منهم. > >قال الحجاج : فمن أين إذن؟ > >قال الغلام : من اليمن. > >فقال الحجاج : أنت من بلد غير مشكور. > >قال الغلام: ولم ذلك؟ > >قال الحجاج : لأن صوتهم مليح و عاقلهم يستعمل الزمر و جاهلهم يشرب >الخمر. > >قال الغلام : أنا لستُ منهم. > >قال الحجاج : فمن أين إذن؟ > >قال الغلام : أنا من أهل مكة. > >فقال الحجاج : أنت إذن من أهل اللؤم والجهل وقلة العقل. > >فقال الغلام : ولم ذلك ؟ > >قال : لأنهم قوم بعث فيهم نبي كريم فكذبوه وطردوه وخرج من بينهم إلى >قوم أحبوه وأكرموه. > >فقال الغلام : أنا لستُ منهم. > >فقال الحجاج : لقد كثرت جواباتك علي وقلبي يحدثني بقتلك. > >فقال الغلام : لو كان أجلي بيدك لما عبدت سواك ولكن اعلم يا حجاج أني >أنا من أهل طيبة مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم. > >فقال الحجاج : نعمت المدينة أهلها أهل الإيمان والإحسان فمن أي قبيلة >أنت ؟ > >فقال الغلام : من ثلى بنى غالب من سلالة علي بن أبى طالب عليه السلام >وكل نسب وحسب ينقطع إلا حسبنا و نسبنا فإنه لا ينقطع إلى يوم القيامة >فاغتاظ الحجاج غيظاً شديداً وأمر بقتله >فقال له كل من حضر من الوزراء : ولكنه لا يستحق القتل وهو دون سن >البلوغ أيها الأمير. > >فقال الحجاج : لا بد من قتله ولو يناد منادى من السماء. > >فقال الغلام: ما أنت بنبي حتى يناديك مناد من السماء. > >فقال الحجاج : ومن يحول بيني وبين قتلك. > >فقال الغلام : يحول بينك وبين قتلي ما يحول بين المرء وقلبه. > >فقال الحجاج : وهو الذي يعينني على قتلك. > >فقال الغلام : كلا إنما يعينك على قتلي شيطانك و أعوذ بالله منك ومنه. > >فقال الحجاج : أراك تجاوبني على كل سؤال فأخبرني ما يقرب العبد من ربه؟ > >فقال الغلام : الصوم والصلاة والزكاة والحج . > >فقال الحجاج: أنا أتقرب إلى الله بدمك لأنك قلت أنك من أولاد الحسن >والحسين. > _>فقال الغلام : من غير خوف ولا جزع أنا من أولاد رسول الله صلى الله >عليهالة وسلم إن كان أجلي بيدك فقد حضر شيطانك يعينك على فساد آخرتك. > >فأجابه الحجاج : أتقول أنك من أولاد الرسول وتكره الموت؟ > >قال الغلام : قال الله تعالى " ولا تلقوا بأيدكم إلى التهلكة" > >قال الحجاج : ابن من أنت ؟ > >قال الغلام : أنا ابن أبي و أمي. > >فسأله الحجاج : من أين جئت ؟ > >قال الغلام : على رحب الأرض. > >فقال الحجاج : أخبرني من أكرم العرب؟ > >فأجاب الغلام : بنو طي . > >فسأله الحجاج : ولم ذلك ؟ > >فقال الغلام: لأن حاتم الأصم منهم. > >فقال الحجاج : فمن أشرف العرب ؟ > >قال الغلام : بنو مضر. > >فقال الحجاج : ولم ذلك؟ > >فقال الغلام : لأن محمد صلى الله عليه وسلم منهم. > >فقال الحجاج : فمن أشجع العرب ؟ > >فقال الغلام : بنو هاشم لأن علي بن أبي طالب منهم . > >فقال الحجاج: فمن أنجس العرب و أبخلهم وأقلها خيراً ؟ > >فقال الغلام : بنو ثقيف لأنك أنت منهم وفي الحديث الشريف يظهر من بنو >ثقيف نمرود وكذاب فالكذاب مسيلمة والنمرود أنت فأغتاظ الحجاج غيظاً >شديداً وأمر بقتله فشفع به الحاضرون فشفعهم فيه وسكن غضبه قليلاً >؛؛ֵ > >وقال الحجاج : أين تركت الإبل ذات القرون ؟ > >فقال الغلام : تركتها ترعى أوراق الصوان. > >فصاح الحجاج به قائلاً : يا قليل العقل ويا بعيد الذهن هل للصوان ورق؟ > >فقال الغلام : وهل للإبل قرون ؟ > >فقال الحجاج : هل حفظت القرآن ؟ > >فقال الغلام : هل القرآن هارب منى حتى أحفظه. > >فسأله الحجاج : هل جمعت القرآن ؟ > >فقال الغلام : وهل هو متفرق حتى أجمعه ؟ > >فقال له الحجاج : أما فهمت سؤالي . > >فأجابه الغلام : ينبغي لك أن تقول هل قرأت القرآن وفهمت ما فيه. > >فقال الحجاج : فأخبرني عن آية في القرآن أعظم؟ وآية أحكم؟ >وآية أعدل ؟ وآية أخوف ؟ وآية أرجى ؟ وآية فيها عشر آيات بينات؟ وآية >كذب فيها أولاد الأنبياء؟ وآية صدق فيها اليهود والنصارى ؟ وآية قالها >الله تعالى لنفسه؟ وآية فيها قول الملائكة؟ و آية فيها قول أهل الجنة؟ >وآية فيها قول أهل النار؟ وآية فيها قول إبليس ؟؟؟ > >فقال الغلام : أما أعظم آية فهي آية الكرسي >وأحكم آية إن الله يأمر بالعدل والإحسان > >وأعدل آية فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره > >وأخوف آية أيطمع كل امرىء منهم أن يدخل جنة نعيم >وأرجى آية قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله >إن الله يغفر الذنوب جميعها > >وآية فيها عشر آيات بينات هي إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل >والنهار لآيات لأولى الألباب > >وأما الآية التي كذب فيها أولاد الأنبياء فهي وجاءوا على قميصه بدم كذب >وهم إخوة يوسف كذبوا ودخلوا الجنة > >وأما الآية التي صدق فيها اليهود والنصارى فهي وقالت اليهود ليست >النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء فصدقوا ودخلوا >النار > >والآية التي قالها الله تعالى لنفسه هي وما خلقت الجن والإنس إلا >ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطمعون إن الله هو الرزاق ذو >القوة المتين > >وآية فيها قول الأنبياء وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله >وعلى الله فل يتوكل المؤمنون > >وآية فيها قول الملائكة سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت >العليم الحكيم > >و أية فيها قول أهل الجنة الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور >شكور > >وآية فيها قول أهل النار ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون > >وآية فيها قول إبليس أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين > >فقال الحجاج : أخبرني عمن خُلق من الهواء ؟ ومن حُفظ بالهواء ؟ ومن هلك >بالهواء ؟ > >فقال الغلام : الذي خلق من الهواء سيدنا عيسى عليه السلام؛؛ والذي حفظ >بالهواء سيدنا سليمان بن داود عليهما السلام ؛ وأما الذي هلك بالهواء >فهم قوم هود. > >فقال الحجاج : فأخبرني عمن خُلق من الخشب ؟ والذي حُفظ بالخشب ؟ والذي >هلك بالخشب ؟ > >فقال الغلام : الذي خلق من الخشب هي الحية خلقت من عصا موسى عليه >السلام؛؛ والذي حفظ بالخشب نوح عليه السلام؛؛ والذي هلك بالخشب زكريا >عليه السلام. > >فقال الحجاج: فأخبرني عمن خُلق من الماء ؟ ومن نجا من الماء ؟ ومن هلك >بالماء ؟ > >فقال الغلام: الذي خلق من الماء فهو أبونا آدم عليه السلام؛؛ والذي نجا >من الماء موسى عليه السلام؛؛ والذي هلك بالماء فرعون. > >فقال الحجاج : فأخبرني عمن خُلق من النار ؟ ومن حُفظ من النار ؟ > >فقال الغلام : الذي خُلق من النار إبليس؛؛ والذي نجا من النار إبراهيم >عليه السلام > >فقال الحجاج : فأخبرني عن أنهار الجنة وعددها ؟ > >فقال الغلام : أنهار الجنة كثيرة لا يعلم عددها إلا الله تعالى كما قال >في كتابه العزيز فيها انهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير >طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى... وكلها تجري في >محل واحد لا يختلط بعضها ببعض ويوجد نظيره في الدنيا وهو في رأس بنى >آدم طعم عينه مالح وطعم أذنه مر وطعم فمه عذب . > >فقال الحجاج : إن أهل الجنة يأكلون ويشربون ولا يتغوطون فهل يوجد مثلهم >في الدنيا ؟ > >فقال الغلام : الجنين في بطن أمه يأكل ويشرب ولا يتغوط. > >فقال الحجاج : فما أول قطرة من دم؟ > >فقال الغلام : هي حيض حواء. > >فقال الحجاج : فأخبرني عن العقل ؟ والإيمان ؟ والحياء ؟ والسخاء ؟ >والشجاعة ؟ والكرم؟ والشهوة ؟ > >فقال الغلام : إن الله قسم العقل عشرة أقسام جعل تسعة في الرجال >وواحداً في النساء ؛؛والإيمان عشرة تسعة في اليمن وواحداً في بقية >الدنيا؛؛ والحياء عشرة تسعة في النساء وواحداً في الرجال؛؛ والسخاء >عشرة تسعة في الرجال وواحداً في النساء؛؛ والشجاعة والكرم عشرة تسعة في >العرب وواحداً في بقية العالم؛؛ والشهوة عشرة أقسام تسعة في النساء >وواحداً في الرجال. > >فقال الحجاج : فأخبرني ما يجب على المسلم في السنة مرة ؟ > >فقال الغلام : صيام رمضان. > >فقال الحجاج : وما يجب في العمر مرة ؟ > >فقال الغلام : الحج إلى بيت الله الحرام من استطاع إليه سبيلا . > >فقال الحجاج : فأخبرني عن أقرب شيء إليك ؟ > >فقال الغلام : الآخرة . > >ثم قال الحجاج: سبحان الله يأتي الحكمة من يشاء من عباده ما رأيت صبياً >أتاه الله العلم والعقل والذكاء مثل هذا الغلام. > >فقال الغلام : أنا أهل لذلك. > >فقال الحجاج : فمن أحق الناس بالخلافة ؟ > >فقال الغلام : الذي يعفو ويصفح ويعدل بين الناس. > >فقال الحجاج : فأخبرني عن النساء ؟ > >فقال الغلام : أتسألني عن النساء وأنا صغير لم أطـّلع بعد على أحوالهن >و رغائبهن ومعاشرتهن ولكني سأذكر لك المشهور من أمورهن؛؛ فبنت العشر >سنين من الحور العين؛؛ وبنت العشرين نزهة للناظرين؛؛ وبنت الثلاثين جنة >نعيم ؛؛وبنت الأربعين شحم ولين؛؛ وبنت الخمسين بنات وبنين؛؛ وبنت >الستين ما بها فائدة للسائلين؛؛ وبنت السبعين عجوز في الغابرين؛؛ وبنت >التسعين شيطان رجيم؛؛ وبنت المائة من أصحاب الجحيم. > >فضحك الحجاج وقال:أي النساء أحسن؟ > >فقال الغلام : ذات الدلال الكامل والجمال الوافر والنطق الفصيح التي >يهتز نهدها ويرتاح ردفها. > >فقال له الحجاج : أخبرني عن أول من نطق في الشعر؟ > >فقال الغلام : آدم عليه السلام وذلك لما قتل قابيل أخاه هابيل. >أنشد آدم يقول : >بكــت عــينـي وحـق لـها بكاهـــا *** ودمــــع الـــعـــين منهمل يسيح >فـــمـا لـي لا أجــود بسـكـب دمع *** و هـابــيل تضمّنـه >الـضــريـــــح >رمــى قــابـيـل هـــابــيــلاً أخـــاه *** وألحد في الثرى الوجه >الـصبيح >تغـــيرت البـــلاد ومـــن عـــليها *** فــوجــــه الأرض مــغــبر >كشيح >تـــبدل كـــل ذي طــعــم ولــــون *** لـــفـقـدك يا صــبــيـح يا >ملــــيح >أيا هـــــابــيل إن تــقــتـل فإنــــي *** عـــليك الــــدهر مكتـئـب >قريــح >فأنت حياة من في الأرض جميعاً *** وقــــد فــقـدوك يا روح وريـــح >وأنـــت رجــيــح قــدر يـا فصيح *** سلـــيم بـل ســـميح بــل صبيـــح >ولــــسـت مــيـت بـــــل أنت حي *** و قــابــيــل الشــقي هو الطريـح >علـــــيه السخــط من رب البرايا *** و أنت عـــليـــك تسليم صريـــح >فأجابه إبليس يقول : >تـنوح على البلاد ومن عليها *** وفي الفردوس قد ضاق بك الفسيح >وكـــنت بها وزوجك في نعيم *** مــن الــمــولـى وقـلـبك مسـتريـــح >خـدعتك في دهائي ثم مكري *** إلــــى أن فـــاتـك الــعيــش الرشيح > >فقال الحجاج : أخبرني يا غلام عن أجود بيت قالته العرب في الكرم ؟ > >فقال الغلام : هو بيت حاتم طي. >حيث يقول:ـــ >وأكرم الضيف حتما حين يطرقني *** قبل العيال على عسر و إيسار > >فقال الحجاج : أحسنت يا غلام وأجملت وقد غمرتنا ببحر علمك فوجب علينا >إكرامك ثم أمر له بألف دينار وكسوة حسنة >و جارية وسيف وفرس. > >وقال الحجاج في نفسه : إن أخذ الفرس نجا وإن أخذ غيرها قتلته فلما >قدمها له. > >ثم قال الحجاج : خذ ما تريد يا غلام فغمزته الجارية. > > > > > > > > >وقالت : خذني أنا خير من الجميع فضحك الغلام وقال ليس لي بك حاجة وأنشد >يقول :ـــ >و قــرقعــت اللجان بـــرأس حــمراً *** أحــــب إلىّ مــما >تــغــمـزني >أخـاف إذا وقعــت عــــلى فراشــي *** وطالت علتي لا تصحبينـــي >أخـــاف إذا وقــعــنا فــي مضـــيـق *** وجار الدهر بي لا تنصريني >أخـــاف إذا فـقــدت المــال عــندي *** تــمــيلي للخصام وتهجريني >فأجابته الجارية تقول :ــ >معاذ الله أفـــعــــل مـــا تــــقــول *** ولو قطعت شمالي مع يميني >وأكتم سر زوجــي فــي ضميري *** وأقـــنع باليسير وما يــجيني >إذا عاشـــرتني وعرفت طـــبعي *** ستــعــلم أنـــني خــير القرين > >فقال الحجاج : ويلك ألا تستحين تغمزينه وتجاوبينه بالشعر. > >فقال الغلام : إن كنت تخيرني فإنني أختار الفرس أما إن كنت ابن حلال >فتعطيني الجميع. > >فقال الحجاج : خذهم لا بارك الله لك فيهم. > >فقال الغلام : قبلتهم لا أخلف الله عليك غيرهم ولا جمعني بك مرة أخرى. > >ثم قال الغلام : من أين أخرج يا حجاج ؟ > >فأجابه الحجاج : أخرج من ذاك الباب فهو باب السلام. > >فقال الجلساء للحجاج : هذا جلف من أجلاف العرب أتى إليك وسبك وأخذ مالك >فتدله على باب السلام ولم تدله على باب النقمة والعذاب ؟ > >فقال الحجاج : إنه استشارني والمستشار مؤتمن... > >وخرج الغلام من بين يدي الحجاج سالماً غانماً بفضل ذكائه وفهمه ومعرفته >وحسن إطلاعه >
ونيس الليل مشرف ••[ اڷأقڛآم اڷعآ๑ـﮧۧ ]••
عدد المساهمات : 1006تاريخ التسجيل : 03/05/2012العمر : 29الجنس : مستوى العضو : 465374تاريخ الميلاد : 01/12/1994الموقع : رحال مالي منتهى نافذة البويردة نافذة البويردة: (7/7)
موضوع: رد: اذكى غلام ورده الراائع ع الحجاج يووسف الخميس مايو 10, 2012 4:27 am
ساهر والناس هيعيه " كم أنت جميل وكم الروائع الذي تنثرها لنا أجمل . فاااح قلمك الراقي السطور . وعجزت الالسن على الكلام .
مخاوي الليل مشرف ●~✿| ▐|كـہوًفـيِ شـّہوب الآٍعـہضـاءَ| ▐|✿~ ●