خفف كحل عينك ترا عيونك وساع رد النظر عنهن وفيهن مهابه
" الكحـل العربـي "
:
على مر الأزمان والعصور، عُرفت المرأة الشرقية بين كل نساء العالم بأنها صاحبة العيون " الكحيلة " المتسعة والأهداب الطويلة شديدة السواد ، ويهتز هو بذك وتفتخر ،
فنجدها لا تدخر جهداً في تكحيل عينيها وإطالة أهدابها ، فتغنى الشعراء لتلك العيون الكواحل وسحرها ، واعتبروها مصدرا للإلهام ، ورمزا للجمال، وأسهبوا في وصفها ، هذا
السحر لا يكتمل من دون الكحل، فقد تستغني المرأة، خصوصا العربية، عن جميع أدوات التجميل إلا قلم الكحل
الأسود، الذي لا زال صامداً أمام أقلام الكحل المستوردة الملونة الزرقاء والخضراء. وقد كان الكحل يدخل في معظم
الوصفات الخاصة بالعيون في عهد الفراعنة، كما كان شائع الاستعمال عند العرب رجالا ونساء..
الإثمــد
هو معدن حجري الكحل الأسود و يضرب إلى الحمرة ،
يؤتى به من أصفهان وهو أفضله ، وأجوده اللامع ذو التركيب الرقائقي بلون أبيض فضي والهش
السريع التفتيت الذي لفتاته بصيص ، وداخله أملس ليس فيه شئ من الأوساخ.
والجدير بالذكر.. أن الاثمد الأصلي رمادي اللون و تختلف درجات دكانته..
أما الكحل الأسود فهو مصبوغ..
إذلا تصل دكانة الاثمد و غماقيته للسواد..
التركيـــب
هوالمسحوق النقي لحجر الاثمد الطبيعي المكون من مركبات الانتموان
ثالث سلفور الانتموان ( الاثمد الأسمر) و خامس سلفور الانتموان( الاثمد الأحمر) .
فالإثمد من أشباه المعادن ورمزهSb ويدعى بالأنتموان Antimony. ويوجد في الطبيعة بشكل حر ولكن الأغلب وجوده بحالة سولفيد أو أكسيد أو أوكسي سولفيد
وشكله بحالة سولفيد هو المصدر الرئيسي للمعدن. وهو معدن هشّ سريع التفتت، لامع ذو تركيب رقائقي بلون أبيض فضي
عندما يكون نقيّاً وبلون سنجابي عندما يكون مرتبطاً وعندمايفرك بين الأصابع ينشر رائحة واضحة
[هذا التعريف عن الإثمد منقول عن كتاب Rewington ]
" منقول عن نشرة طبية"
وهناك مركبات أخرى شائعة تستخدم لتكحيل العين غير كحل الاثمد .. مثل الهباب الناتجعن حرق الفحم او الزيت.. و غيرها..
و لكن الاثمد هو الوحيد الذي لم تثبت التجاربأية آثار جانبية له أو ضارة سواء على العين أو على الجسم..
و يستخدم الكحل للرجال والنساء كما اعتاد أسلافنا العرب..
أجود الأنواع
ومن أجود أنواع الكحل الطبيعي الإثمد,
ويتحدث عنه العلامة ابن القيم رحمه الله فيقول في زاد المعاد:
إثمد: هو حجر الكحل الأسود، ، وأجوده السريع التفتيت الذي لفتاته بصيص، وداخله أملس ليس فيه شيء من الأوساخ.
ومزاجه بارد يابس، ينفع العين ويقويها، ويشد أعصابها ويحفظ صحتها، ويذهب اللحم الزائد في القروح ويدملها وينقى أوساخها،
ويجلوها ويُذهب الصداع إذا اكتحل به مع العسل المائي الرقيق.
وهو أجود أكحال العين لا سيما للمشايخ، والذين قد ضعفت أبصارهم إذا جُعل معه شيء من المسك.
وهناك ما يطلق عليه اسم الكحل البلدي وهو الكحل المصنوع من( اللبان الذكر) وهو من أفضل الوسائل الطبيعية لتجميل العينين والرموش أو المصنوع من( نوى التمر) وهو يقوى رموش العينين.
طريقة صنع الكحل
أصل الكحل هو حجر “ الإثمد “ ويعالج بإحدى الطرق التالية:
- الطريقة القديمة وفيها يوضع حجر الإثمد على الجمر حتى ينفجر ويتناثر منه الحصى الناعم ثم ينقع في خليط من الماء
والقهوة العربية لعدة أيام ثم يطحن في الهون حتى تتفكك حباته ويتحول إلى مسحوق ثم ينخل في قماش ناعم
وبعد ذلك يعبأ في المكاحل ويكون جاهزاً للاستعمال.
- وهناك طريقة أخرى وهى أحدث من السابقة ولكنها لا تختلف عنها كثيرا, فالكحل يمر خلالها بنفس المراحل
إلا أنه ينقع في مزيج من الماء وورق الحناء بدلا من الماء والقهوة .
- أما الطريقة الثالثة فتتم بوضع حجر الاثمد في خليط يطلق عليه “ النجعة “ مكون من ماء ورد + زعفران أو ماء ورد + ماء
لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر حتى يلين الحجر, ثم ينتشل من هذا الخليط, ويدق حتى يصبح ناعماً مثل البودرة ثم ينخل كي يتخلص من الشوائب
ويكرر ذلك أكثر من مرة حتى يصبح نقيا صالحا للاستعمال...