بعد أن تناولنا أفضل الصفقات الإسبانية في شهر يوليو وما قبله، بات علينا أن نُطلع الزائر الكريم على تحركات الأندية الإسبانية لتعويض خسائرها من اللاعبين .. سواء من عادوا من الإعارة لأنديتهم الأصلية أو من انتقلوا لأندية أخرى.
ما هي البدلاء التي تعاقدت معها هذه الأندية ؟ وهل هم بجودة الراحلين ؟ وماذا عن اللاعبين الآخرين الذين كانوا محط اهتمام هذا النادي ولماذا نتهى الاهتمام بهم في الوقت الحالي على الأقل ؟ هذا ما سنعرفه من خلال هذا التقرير
عاد البرازيلي دييجو إلى فريقه فولفسبورج وخسر أتلتيكو مدريد جهوده رغم تقديمه لأداءٍ جيد في موسمه الذي أُعير فيه من ناديه الألماني.
رغم أن الأتليتي مازال يحاول إعادة دييجو لكن تحسباً لعدم التوفيق في ذلك قام بانتداب جناح بورتو كريستيان رودريجيز وهو جناح يمر بمرحلة الانخفاض في منحنى مسيرته بعد أن كان يرتفع قبل موسمين أو ثلاثة وقدم مستوى رائع رفقة فريقه لكنه لم يستمر وبات احتياطياً في فريقه.. لا ننسى أن الأتليتي مهتم أيضاً بلاعب وسط فياريال برونو سوريانو الذي ربما يجعل الأتليتي يلعب 4/3/3 بدون صانع ألعاب صريح.
ماذا يمكن أن يخسره أتلتيكو مدريد جراء رحيل دييجو ؟
من الانتدابات الأخرى لأتلتيكو مدريد يمكن استنباط أن دييجو سيميوني ينوي العودة لخطة 4/4/2 التي لم يكن يلعبها بشكل صريح في الموسم الماضي بلعبه بـ4/4/1/1 أو 4/2/3/1 وإن صح هذا الاستنباط لن يخسر الأتليتي كثيراً جراء فقدان صانع ألعابه، لكن إن استمر بنفس النتيجة فربما يعاني الأتليتي من غياب صانع ألعاب حقيقي للفريق فأردا توران لا يجيد سوى اللعب كجناح وكذلك كريستيان رودريجيز يظهر بشكل أفضل كجناح وليس كصانع ألعاب.
صحيح أنه لاعب غير أساسي، إلا أن تواجده كان حيوياً جداً بعد أن اقتنع ماسكيرانو تماماً بأنه لم يعد سوى قلب مدافع بالنسبة للبرسا وليس لاعب وسط مدافع وبالتالي كان كيتا بديل بوسكيتس المباشر بجانب أن الدولي المالي كان كثيراً ما يشترك في المباريات المطلوب فيها راحة بوسكيتس أو إنيستا.
في الواقع كان رحيل كيتا شبه مؤكد فعمره ازداد ولم يعد هناك مجالاً لعقدٍ جديد وبالتالي كان لابد على البرسا أن يبحث عن بديلٍ جديد قديم هو لاعب وسط أتلتيك بلباو خافي مارتينيز الذي يسعى البلاوجرانا خلفه منذ الصيف الماضي لكنه لم يتمكن من ضمه لنفس الأسباب التي تُعجزه هذا الصيف أيضاً وهو إصرار النادي الباسكي على عدم التخلي عن الشرط الجزائي لفسخ عقد مارتينيز كاملاً وهو ما يبلغ 40 مليون يورو لا يقدر الكتلان على دفعها بالنظر لميزانيتهم الاقتصادية وبالنظر لقيمة مارتينيز السوقية التي يرى البرسا أنها لا تتعدى 25 مليون يورو.
الخيار الآخر للبرسا في الوقت الحالي هو التعاقد مع لاعب وسط آرسنال أليكساندر سونج وهو خيار ربما يكون صعباً هو الآخر بالنظر لتحفظ الجنرز على الاستغناء عن لاعب جديد من جواهره بعد التخلي مكرهاً عن سيسك فابريجاس.
وظهرت حديثاً تقارير تتحدث عن إمكانية ضم البلاوجرانا لمتوسط ميدان ملقة جيريمي تولالون بسبب الأزمة المالية الخانقة التي تحول دون دفع راتبه الكبير وهو يعد الصفقة الأسهل للنادي الكتلاني.
هناك خيار مختلف لبرشلونة هو تصعيد الشاب مارك بارترا كقلب مدافع على أن يصبح ماسكيرانو البديل المباشر لبوسكيتس وبالتالي يعود لمرحلة الكراسي المتحركة التي قضاها في موسمه الأول بين قلب المدافع ولاعب الوسط المدافع.
ماذا يمكن أن يخسره الفريق من رحيل سيدو كيتا ؟
إن أتى البرسا بخافي مارتينيز فهو لن يخسر شيءً بل سيكسب بالنظر لقدرات مارتينيز الأعلى بالتأكيد من كيتا، لكن إن فشل في ذلك وهو المتوقع فإن إقحام بارترا سيجعل الفريق يخسر ماسكيرانو في الدفاع ويخاطر بتواجد ناشئ بديل مباشر لبويول وبيكي إن اضطُر البرسا لغياب بيكي أو بويول مع غياب بوسكيتس في نفس الوقت وهو الأمر المحتمل والذي يحدث أحياناً خصوصاً قبل مباريات دوري الأبطال أما لو احتفظ البرسا فلاعبيه بعيداً عن الإصابات فإنه لن يخسر كثيراً برحيل كيتا.
آثر خافي فاراس الرحيل على سبيل الإعارة إلى صفوف سيلتا فيجو حيث سيجد فرصته كاملة في الاستمرار في حراسة مرمى إشبيلية بعيداً عن صداع القائد أندريس بالوب.
إشبيلية فطن لهذا الأمر مبكراً ولم يعاني كثيراً في إيجاد البديل فحدد هدفاً أوحداً وجلب حارس فياريال الهابط دييجو لوبيز ليستمر في تميزه بتواجد حارسين مميزين في تشكيلته هما بالوب ولوبيز وهما حارسان سابقان للمنتخب الإسباني.
ماذا يمكن أن يخسره إشبيلية من رحيل فاراس ؟
خسارة إشبيلية تعتمد على مردود دييجو لوبيز وبالوب، فلوبيز وبالوب أفضل من فاراس في بعض التفاصيل والأخير أفضل منهما في بعض التفاصيل كقدرته الفذة على التصدي للانفرادات والتسديدات القريبة كما أن لديه أداء أحياناً ما يصل لدرجة البراعة التامة.
لكن ما سيستفيد منه إشبيلية أن رحيل فاراس كان للإعارة وبالتالي بات أمامه فرصة جديدة لتواجد حارسين ممتازين في الصيف المقبل هما فاراس ولوبيز مع اعتزال متوقع لبالوب الذي قد يقرر ذلك إن احتل لوبيز مركزه الأساسي بشكل كامل.
انتهى عقد الدولي المالي مع فريقه وانتهت مسيرته في الملاعب الأوروبية بانتقاله للصين ولم يتبقَ لإشبيلية سوى مهاجم وحيد هو ألفارو نيجريدو في مرحلة تستحق التأمل بعد أن كان إشبيلية يعاني من تخمة المهاجمين بتواجد كانوتيه ولويس فابيانو وأرونا كونيه وكيرزاكوف ومن بعده نيجريدو.
الغريب أن أرونا كونيه عاد من الإعارة من ليفانتي لكن إشبيلية وافق على بيعه بصورة نهائية للنادي الفالنساوي الصغير .. ربما يكون مجبراً لكن من يعلم، فربما كان كونيه ليقتنع بالبقاء عندما يجد أن فرصته في اللعب باتت أسهل كثيراً عن زمان "كانوتيه - فابيانو".
لكن النادي الأندلسي ربما ينقذ الموقف إن تعاقد مع الموهبة المميزة لإسبانيول ألفارو فاسكويز وهو أحد لاعبي منتخب الشباب الحاصل على ذهبية أمم أوروبا ورغم أن سجله التهديفي ليس بالكبير (أحرز 10 أهداف في 58 مباراة في الليجا مع إسبانيول في موسمين) إلا أنه موهبة مبشرة جداً وقد ينتزعه إشبيلية بعد صراع مع فالنسيا.
ماذا يمكن أن يخسره الفريق من رحيل كانوتيه ؟
إن كان إشبيلية قد خسر شيءً فقد خسره في الموسم الماضي الذي كان كانوتيه يقدم فيه أداءً متوسطاً ولم يكن أساسياً بشكل متواصل خصوصاً مع المدير الفني المقال مارسيلينيو وإن وجد الفرصة بعد ذلك مع ميتشيل.
وبالتالي فإن إشبيلية لن يخسر شيءً لو جلب فاسكيز أو غيره جراء رحيل كانوتيه لكنه قد يخسر إن لم يجلب بديلاً فتواجد مهاجم واحد في الفريق قد يكون كارثياً عليه.
بعد خسارته لجهود جوردي ألبا كان هاجس فالنسيا هو التعاقد مع ظهير أيسر جديد حتى لا يفقد واحدة من أهم أسلحته التي تميز بها في العامين الماضيين وهي الجبهة اليسرى، وليساند الظهير الآخر الفرنسي جيريمي ماثيو
كان فالنسيا عازماً على التعاقد مع ظهير غرناطة سيكيرا لكن مغالاة ناديه بعد طلبه لـ9 مليون يورو أمام عرض بقيمة 4 مليون يورو من فالنسيا مع ملكية مشتركة ثم 6 مليون يورو بملكية كاملة لكن غرناطة أصر على المبلغ ليصرف فالنسيا النظر ويتجه لبديلين هما خوسيه أنخيل وديداك فيلا وكان ما ميز صفقة فيلا هو إمكانية الحصول عليه عن طريق الإعارة مع إمكانية الشراء وبالتالي تمكن فالنسيا من توفير مبلغ ليستخدمه في شراء مهاجم جديد.
وبعد أن نجح فالنسيا في ضمان التوقيع مع فيلا، فشلت الصفقة بعد عدم تمكن الأخير من اجتياز الكشف الطبي للوس تشي وقبل أن يفكر البلانكونيجروس في العودة لخوسيه أنخيل كان الأخير قد انضم لريال سوسييداد قادماً من روما ليتجه الخفافيش لظهير جديد هو ظهير ملقة ناتشو مونريال على أمل أن يتنازل النادي الأندلسي لهم عنه في ظل الأزمة التي يعاني منها في الوقت الحالي وتهديدات مونريال ومعه كاثورلا -القريب من آرسنال- بعد عدم صرف رواتبهم.
ماذا يمكن أن يخسره الفريق من رحيل جوردي ألبا ؟
مونريال قدم مستويات جيدة مع ملقة ومن قبله أوساسونا .. صحيح أنها ليست بمستوى ألبا القادر على اللعب كجناح بل هو في الأصل جناح أيسر، لكنه قادر على الانخراط في تشكيلة فالنسيا ويملك ميزة عن ألبا وهو طول قامته لكن الشيء الذي سيخسره فالنسيا هو ذلك الانسجام الذي كان يقوم به ألبا مع ماثيو عندما يلعبان معاً بتبادل مراكزهما طوال الوقت فمونريال لا يمكنه اللعب كجناح، وربما ما سيعوض ذلك هو ضمان فالنسيا لخدمات جناح ديبورتيفو لاكورونيا، الدولي المكسيكي أندريس جواردادو.